الخميس، ٢٨ فبراير ٢٠٠٨

أنقذوا هذا الطفل من براثن جنون أبيه..





لو كنا فى دولة محترمة لاستنقذت الحكومة هذا الطفل من براثن جنون أبيه، فى حياتى لم أر جنونًا كهذا.. الطفل الذى لم يتم ربيعه السادس على الأرجح يتكلم كشريط كاسيت.. يحفظ اسناد الحديث كشريط كاسيت ربما هو لا يعرف أن الطبرانى هو راوى الحديث.. ربما هو لا يعلم معنى كلمة "راوى الحديث".. وأبوه يفسد فطرته.. يدخله فى صراعات لا شأن له بها.. يبغى به الشهرة.. يحرمه حق التفكير.. يحرمه حق اختيار الطريق.. ينهاه عن فهم الاختلاف.. يحضه على سب من هو فى سن والده..
أى جنون؟!
شريط كاسيت لا حول له ولا قوة..
والغريب أن الناس يتجمعون ليشاهدونه كما لو كانوا يشاهدون الأراجوز..!
وأراهن لو استفاد أحدهم شيئًا مما يقال..
لو كان فيما يقال أى نوع من الاستفادة أصلاً..
لو كان فى دولة محترمة لاستنقذت الحكومة موهبة هذا الطفل من براثن جنون أبيه، وغباء أبيه الذى جهل حتى قيمة الموروث الشعبى العريق فى كيفية الحفاظ على ولده من الحسد..!



الأربعاء، ٢٠ فبراير ٢٠٠٨

تقديرًا للسائق الذى فهم..

ثقافة الإختلاف.. ثقافة الإختلاف..
أحد المصطلحات التى يطنطنون لها كثيرًا هذه الأيام فى وسائل اعلامنا المريضة، لكنى لم أجد أحدًا من الأشاوس الذين ينظرون لها يطبقها ولو مرة واحدة.. حكوميين ومعارضين.. اسلاميين وعلمانيين.. حدًا سواءًا عندى فى ذلك الأمر.
اليوم كنت عائدًا من الاسعاف الى الهرم.. مسرعًا حتى أتمكن من اللحاق ببداية مباراة الأرسنال وميلان أو مباراة برشلونة - فريقى العالمى المفضل - وسيلتك الاسكتلندى.
فى حالات عودتى من الاسعاف الى الجيزة مباشرة أفضل الميكروباص على المترو.. فهو يختصر الطريق كثيرًا
دعوت الله أن يكون كوبرى 6 أكتوبر رائق المزاج بما يكفى كى أصل فى ميعادى..
وقد كان..
ركبت أول ميكروباص نادى على الهرم.. ركبت فى الكرسى الذى وراء السائق مباشرة وشرعت - تمضية للوقت - فى تأمل ما يظهر لى من وجهه حين يلتفت الى الوراء وتأمل أيضًا لحيته الضخمة غير المشذبة.. لحية من النوع الذى أكرهه..
لى رأي فى موضوع اللحى هذا..
1- لا يخيل الىّ أن السنة قد جاءت لتشويه الوجه بهذا الشكل.. دعك من حقيقة أن اللحية من "سنن العادات" غير المأمورين باتباعها الا فيما يناسب..
2- اللحية هى من "المظاهر التدينية" التى يجب أن تنم عن الجوهر.. اللحية هى أخر شئ يمكن أن أفعله حتى أقول أنى أنتمى لهذا الدين، لأنه لا يضايقنى شئ قدر أن أرى أحد الملتحين
مثلاً وهو يقفز من فوق بوابة عبور المترو لأنه لم يدفع ثمن التذكرة..
اللحية - من وجهة نظرى - مسئولية قبل أن تكون مجرد مظهر.
وعودة..
وكان هناك رجل يجلس الى جوار السائق.. شاب فى بداية الثلاثين من عمره كما خمنت..
وحين بدأنا التحرك أخرج ذلك الشاب موبايله وبدأ فى تشغيل أغنية..
أغنية من التى يطلقون عليها "شعبية".. مع تحفظى على المصطلح!
فى البداية ظن السائق أنها مجرد رنة وستنتهى، لكنه ما ان وجدها استمرت فترة طويلة سأله بمنتهى الأدب:
- دى رنة ولا انت بتسمع؟
- لأ بسمع
- طيب لو سمحت علشان أنا مبسمعش أغانى ممكن توطى الصوت على قد ودنك ولو فى سماعات يبقى أحسن كتير..
هكذا..
عادة وفى مواقف كهذه أنا أمتلك لسانًا حادًا للرد على هؤلاء الذين يحرمون نعمة الاستمتاع بالسماع أو - على الأقل - لا يحترمون اختلاف العلماء فى تحديد اذا ما كانت تنتمى الى الحلال أو الحرام..
لكن أدبه أخرسنى..
هذا - فى رأيي- نموذج شديد البهاء فى التطبيق العملى لدرس من دروس ثقافة الاختلاف..
أنت تحب أن تسمع..
حسنًا هذا من حقك.. لكن - من فضلك - لا تؤذى أذنى لأنى أعتقد أن هذا يؤذى..
اختلفت نظرتى له تمامًا بعد موقفه هذا ووجدت اعجابًا يتسرب الىّ تجاهه ووجدتنى بعد ذلك أراقب معاملته للركاب ولم يخيب ظن اعجابى به.
أدب قلما نجده لدى سائقى هذه الأيام الذين يتعاملون مع الركاب كخادمين لهم، وليس العكس!
عمومًا..
كانت فرحتى بذلك الرجل كافيةً جدًا لاضفاء السعادة على مذاق يومى، بالإضافة الى فوز برشلونة بالتأكيد:)
فشكرًا له وجزاه الله خيرًا على السعادة التى أدخلها الى قلب مسلم.


السبت، ١٦ فبراير ٢٠٠٨

قابلية الإسلام للنقد..

مقال قديم كتب إبان حادثة تصريحات بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر بشأن "الإرهاب فى الإسلام"..
أعيد نشره الأن لأن الصحف الدانماركية أعادت نشر رسومها الكاريكاتورية المسيئة للنبى صلى الله عليه وسلم...!

************
أعرف كم سيثير ذلك العنوان جنون البعض..
ولذلك سأوضحه..
فى خضم الأحداث الأخيرة - تحدث بابا الفاتيكان بينديكتوس السادس عشر عن الاسلام بسوء - وقبلها أحداث الرسوم الدانماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم اشتعلت الفكرة برأسى..
ماذا تعنى قابلية الاسلام للنقد؟
قبل أن اشرح مقصدى أحب أن وضح نقطة أو نقطتين:
1 - اتفق الفقهاء الأربعة على وجوب قتل من سب الرسول صلى الله عليه وسلم - من المسلمين - وكان اختلافهم الوحيد حول قتل من تاب فأفتى الحنابلة والشافعية والحنفية بجواز عدم قتل من تاب بينما أصر المالكية على قتل من تاب حتى لا يصبح سب النبى صلى الله عليه وسلم جرمًا مستباحًا..
2- ماذا عن الحال فى غير المسلمين؟
ما أعلمه هو انه يجب أن نقاتلهم..
لكن أى قتال..هذه هى القضية..
فى موضوع الرسومات الدانماركية ارتكبت أعمال عنف كثيرة (حرق سفارات.. ترويع أمنين لاذنب لهم) بدون أى عائد حقيقى على الاسلام..
وباستثناء المبادرة التى قام بها الأستاذ عمرو خالد بذهابه اليهم لشرح معانى الاسلام السامية فلم تكن هناك أية أفكار ايجابية للاستفادة من الكارثة..
باستثناء حرق السفارات طبعًا..!!
تكرر الأمر مع كلام بابا الفاتيكان الذى اعتبره البعض (ربما أميل لذلك بقلبى لكن عقلى يرفضه)الى اعتباره اساءة الا الاسلام رغم أن الدلائل تقول أنه ضمن محاضرة له فى علم االاهوت المسيحى المعقد بالجامعة الألمانية التى كان يدرس بها هذا العلم فى الفترة ما بين (1977:1969) ويدل على ذلك اللغة المعقدة جدا للخطاب التى لا يفهمها سوى هؤلاء العلماء..
هل يمكن اعتبار ما قيل فى الخطاب اهانة للاسلام؟
السؤال أثارته صحيفة الدستور المصرية المعارضة فى عددها الصادر بتاريخ20/9/2006فى اطار تحقيق واسع عن هذه الأحداث..
أثارت الصحيفة سؤالا فى غاية الروعة لم أجد له اجابة مقنعة حتى الأن؟
هل يحق لنا اعتبار ما قيل اهانة للاسلام بينما نحن لا نكف عن اعلان أن المسيحيين ماهم الا محرفون للانجيل وأنهم ليسوا الا مجموعة من الكفرة؟
لماذا لا يعتبر المسيحيون ذلك اهانة؟
ويحاولون الرد عليها..
قابلية الاسلام للنقد من وجهة نظرى تعنى أن الأخرين ليسوا مسلمين وبالضرورة لا يؤمنون بما تؤمن به.. لذا من الطبيعى أن تكون هناك - فى اطار من احترام المقدسات - انتقادات لما تؤمن به..
نؤمن جميعا كمسلمين أن ديننا هو افضل الأديان وأنه يحمل الحلول الأكثر عبقرية لأكثر المشاكل البشرية تعقيدا..
لكن الأخرين لا يؤمنون بهذا..
ومن حقهم توجيه الانتقادات - المحترمة - ومن حقنا الرد عليها باحترام
من وجهة نظرى أننا فقدنا فرصتين عظيمتين لتعريف العالم كله بالاسلام من خلال الأحداث الأخيرة - أحداث الدانمارك والأحداث الأخيرة - لأننا نفتقد سياسة الاستفادة من الكوارث..
وبالعكس..
أثبتنا للعالم كله أننا - كما اعتقاده الخاطئ فينا - مجموعة من الارهابيين الهمجيين..
ترى هل وصلت الرسالة؟

الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠٠٨

حكمة الهية خفية..

اليوم كنت فى المهندسين.. شارع شهاب تحديدًا، وشارع شهاب - لمن لا يعلم - هو أحد أهم الشوارع التجارية فى المهندسين..
واذا اعتبرنا أن المهندسين - ذلك الحى الصغير - ماهو الا مجموعة من المحلات التجارية بالاضافة الى كونه جراجًا كبيرًا فيمكننا اذًا أن نفهم أهمية شارع شهاب للمهندسين اذ أنه أيضًا الشارع الوحيد الذى يربط المهندسين كلها تقريبًا ببعضها البعض..
*******
الأن وبعد هذه المقدمة الجغرافية البسيطة ندخل الى الموضوع..
راكبًا تاكسى، حيث كنت أتجه الى شارع وادى النيل لقضاء مشوار ما، توقف بى التاكسى فى شارع شهاب لأن المرور كان سيئًا.. سيئًا جدًا اذا أردتم رأيي المحايد..
ملحوظة خارج السياق: المهندسين هى أسوء طرق العالم مروريًا خصوصًا فترة بداية الليل..
وعودة..
توقف بى التاكسى فنظرت الى جوارى خارج حدود زجاج الشباك ووجدت منظرًا غريبًا بعض الشئ:
فتاة ليل هى على الأرجح، لو كنت "دايس" المهندسين مثلى بصفة شبه يومية لفهمت ما أعنيه ب "فتاة ليل" فى المهندسين.
كان كل شئ فيها يقول أنها فتاة ليل.. ملابسها.. ماكياجها الزاعق - الغبى برغم كل شئ - .. نظرتها.. حركة العلكة فى فمها.. طريقة حديثها التى كانت واضحة السوقية رغم أنى لم أسمع حرفًا مما يقال..
وبجوارها أو أمامها كان يقف من تحدثه..
هو أيضًا على الأرجح من اياهم..
نظرت لهما بفضول وحاولت التقاط أى كلمة مما يقال، فالتقطنى السائق الذى كان يجلس بجوارى - أنا لا أفضل الجلوس فى الكراسى الخلفية داخل التاكسيات - والتقط المشهد وقال بعبقرية سائقى التاكسى المعهودة :
- "الظاهر بيتفقوا على سعر الليلة"
وافقته بهزة رأس وعدت ثانية لأحاول التقاط أى كلمة لكنى فوجئت بالسيارة تتحرك لأن الأزمة المرورية قد "انفكت" بعض الشئ..
نظر السائق - الذى كان شابًا مثلى هو الأخر - الىّ بسخرية وسألنى:
- ايه ياعم هى عاجباك للدرجة دى؟!
- حاشا لله.. أنا بس كنت عاوز أعرف بيقولوا ايه فى المواقف اللى زى دى.. نوع من الفضول مش أكتر
وقفزت لحظتها ملاحظة غريبة الى ذهنى:
قلت لنفسى: إنه لحكمة عليا أخفى الله أسبابها عنا ستكون النار هى المصير الأبدى لعبقرى مبدع كعاصى الرحبانى هو - تأكيدًا - أفيد للبشرية من مجرد "فتاة ليل".. بينما ستكون الجنة هى المصير النهائى لهذه الفتاة على اعتبار أنه غالبًا ما ستكون خانة الديانة فى بطاقتها مدون فيها أنها مسلمة..!




الأحد، ١٠ فبراير ٢٠٠٨

تدوينة انتصار..

لا يمكن أن يخذل الله فريقًا كانت هذه فرحته

السبت، ٩ فبراير ٢٠٠٨

جارة القمر


صوتك يجعلني أرفض أشياء
أقبل أشياء أكثر
صوتك يا سيدتي الأميرة
في ليلنا قنديل
يجعل قلب العالم
يسطع في الظهيرة
يشد أزر عابر في الليلة المطيرة
صوتك كالمائدة
يضم زارعي الحقول والجنود
وصائدي القوارب الصغيرة
صوتك يا سيدتي
يبعث في جوانحي أمنية
أن أبصر الوجود معطر السريرة

الجمعة، ٨ فبراير ٢٠٠٨

الى الرائع صاحب الرائعة.. كل سنة وانت طيب

يبدو أنه أسبوع التدوينات الشخصية..
اليوم.. أو هو أمس فالساعة الأن الواحدة والنصف صباحًا.. الأمس كان عيد ميلاد صديقى العزيز جدًا والشاعر الموهوب جدًا جدًا "محمد فوزى" صاحب رائعة هى - أدعى ذلك - من أجمل ما قرأت من أعمال شعرية..
محمد شاعر موهوب جدًا، لكنه - ككل العباقرة - مهمل جدًا فى موهبته.. فلقد أخذته دوامة العمل من فنه الذى هو أبقى له والذى هو أيضًا للأسف "ميأكلش عيش" فى بلدنا هذه..
محمد يا صديقى العزيز..
مفيش حاجة أقدر أقولهالك غير: كل سنة وانت طيب
وانت عارف بقى أنا بحبك قد ايه..
بقى شئ أخير..
سأنقل هنا رائعته "الخامسة صباحًا"، حتى تستوثقوا معى أننا بالفعل أمام موهبة استثنائية..
فهيا الى الروعة..


الخامسة صباحا

-1-

انا أعطيناكَ سلاحْ
فادفع عنا ان كادوا كيداً.
(دوماً سيكيدون الكيدا).
لا تبخل بالطلقاتْ
ستعود لنا حطينُ..
فادفع عنا
قد مات صلاحْ.

-2-

هل تذكرُ يوم أتيت الى دنيانا
صوت أبيك الحاني
أمك تحكي عن مجد ماعادْ
هل تذكرُ
صخب الطرقاتِ
وصوت الاولادْ
ومغيب الشمس علي داركَ..
وصياح الديكْ
ودعاء في الفجر يناديكْ
(لا تبخلْ)
هل تذكر فرحك يوم الذبحِ..
ويوم الأعيادْ.
يوم سقوط الأمطارِ..
وحفظك أشعار جريرْ
كي تهجو الرفقاءَ..
على جرف غديرْ
هل تذكر فاتنة ذات العطرِ..
مثيرْ
هل تذكر يوما كنت صغيرْ
هل تذكرُ؟
يوم التحرير

-3-

نحن نقص عليك دليل الشعبْ
فاركعْ..
انا قد عمدناك شهيدا..
ترضع من أثداء الحربْ

-4-

هل تذكر يوم أتيت الي داري
يوم جلست علي مائدتي
أياما كنت بها أجمل صبياني
كنت صبيا لا يفقهُ نطق الحرفْ
لا يدرك الا..
صنع سلاح..
عربي..
صرفْ
هل تذكر؟
ما زالت كلماتك في أذني
عن جثث لا تفهم الا..
لغة الخوفْ


-5-

{لا تقصص رؤياك علي اخوتكَ
فيكيدوا لك كيداً
}



-6-

عدت اليهمْ
عدت قويا تهتز لك الأنصابْ
لو تدعو ستجابْ
لو تقتل ستثابْ
لو تركع ستهابْ
لم حولت القبلةَ
نحو صدور الأعرابْ


-7-

لا تقتل أحدا
اخفض سيفك عنهم
أعلمُ
أعلمُ
أعلمُ
هم خانوكَ..
وهم باعوكَ..
وهم ظلموكَ..
وهم جعلوكَ قطيع فداءْ
هم سبوكَ على الأرضِ
وتحت الأرضْ
في يوم الحربِ ويوم السلمِ
ويوم الزيفِ ويوم العرضْ
هم باعوكِ
ربيعا..
وخريفا..
صيفا..
وشتاء.


-8-
لا عاصم من أمر الله ..
فاسكن بيتاً..
فيه سلاحٌ..
وصلاة

-9-
لا تركعْ
فهناك مؤامرة حيكتْ
أعلم أنك حقٌ..
لكن حتي الحقُ على هذي البلدةِ..
لم يعبدْ
لا تسجدْ
لاتركعْ
صلي الصلوات على قدميكْ
صلوات جهادْ
كن صخرا تتفتت فوق ظلال منه سيوفْ
اجعل عقلك وعرا
أول من يفني ذو العقل المرصوفْ
كن كالموتْ
لا..
بل كن أنت الموتْ
إنّا في ظهركَ
نطعن في صمتْ
لا تفزع ان سال الدمْ
نحن الأولى بك منهم
نحن بني العم ْ
هل تغضب أمْ..؟
واتل عليهم نبأ الأعراب
اذ شقوا ثوبك من دبرٍ
واستبقوا الباب)
بعد هل تغضب أم ؟


-10-

انا نأمر بالفحشاء
وننهي عن معروف
ليس أمامك الا أن تركع
أفهمت التحريف؟

-11-

أعط لقيصرَ..
ما للقيصرَ
أعط الربَ الهك..
ماللهْ
لكن لا تسألني ماذا لو سرق القيصرُ..
ما للقيصرَ..
واللهْ

-12-

ها قد جئنا..
في أيدينا آنية الغفرانْ
لا تفهم خطأً
سنصب من الآنية عليكَ..
حصارً جدرانْ

-13-

انت الآن وحيدٌ جدا
فوق الارض..
عيونْ
تحت الارض..
عيونْ
اخفض صوتك
لا ترفع لله دعاء
ارفع أقلامك عن أي قرار
فهنالك تحت العرشِ..
جهاز ردار


-14-

لا تقصص رؤياك علي اخوتكَ
فيكيدوا لك كيداً
نحن قتلنا الأبَ كي لا تبيض العينان
من الحزنِ..
وهْو كظيمْ.
نحنُ سرقنا العيرْ
وانحرف عزيزٌ في مصر عن الخطْ
وهدمنا الجبَ..
وليس هنالك الا آبار النفطْ



-15-

لا تخلع نعليكَ..
فانك في السجن الدنسِ..
شهيدْ
انا اخترناكَ..
لكي نسمعك نشيدْ

-16-

لا تحزن
هم باعوك كما بيع مسيحْ
لكن هذا الغدر على جبهتهمْ
وقح وصريحْ
اهربْ
هم قطعوا الاشجار كثيراً..
من أجل صليبْ.
نزعوا مسمار سلاحي..
من أجل صليبْ.
اغتصبوا ثوب امرأتي..
من أجل صليبْ.
لن يرفعك الله الي جانبهِ
فاهربْ.
من خلفي قصف مرعبْ.
أعلمُ..
أعلمُ..
أعلمُ..
لم يصلب في هذي الأرضُ مسيحْ.
لكنا نوحي لك بكتاب العهد الآتي
لا بد سنحتاج مسيحا..
وصليبْ
لابد سنحتاج نصوصا..
وعليك التكذيبْ.
لا تقلقْ.
لن نحتاج الى تصريحْ.
لا تقلق من دور يهوذا..
سنقدم لك عرضا خاصاً..
نحن جميعا سنكون يهوذا..
لكنا قد واجهنا مشكلةً..
في دورحورايينْ.
فالكل يريد مقاسمة يهوذا
في قطع النقدِ..
ثلاثينْ.

-17-

من كان بلا خطأٍ..
فليَرْمِ بِصَخْرْ
فافرحْ..
لن تُرمى بالصخرْ
هم كل الأخطاء جميعا
هم قطفوا تفاح الجنةْ
وشربوا الماءَ..
لكي لا ينفلق البحرْ
فافرحْ
لكن..
لكن قيلت فتوي
سنكفر عن أخطائكَ..
لو نتبع السنةْ
سنكفر عن أخطائكِ..
لو أرديناك شهيدا..
في يوم النحرْ.


- 18-


ضع معطفك الاسودَ..
فوق ذراعيكْ
هذا جحر اليوم الاسودُ
ووضعنا فيه كفيكْ



- 19-
الآن سنرجو الصمتْ
فهنالك بشرٌ..
يستقبل عتبات الموتْ
هل تبغي شيئاً
(هو لا يبغي شيئاً)
هو ينفثُ في سحر الصمتْ
لكن قال لنا شيئاً
يبدو تهديدْ
اصمتْ
إنا لا نحتاجُ وعيدْ
وكشفنا عنك غطائكَ..
في يوم العيدْ
يالله
أنت على عتبات الله
لكن هم يبدون كماالموتى
يالله
تبصرهم من أعلى
لكن هم تحت الأقدامْ
يالله
أنت قوي جدا..
حتى في صخب الموتْ
فتشهدْ
قلها..
لا تترددْ
قلها ثانيةً
لاتتـ....
(فُتحت بواباتُ الاعدامْ)


-20-


يوماً صليتَ صلاةً..
كي تزداد ايماناً
وتعيد عليهم كرةْ.
ليكنْ..
اصطفوا..
سنصلي بدلا منهُ..
هذي المرة.
ولآخر مرةْ.
هذي آخر مرةْ.
ستصلون علي ارض حرة.ْ
هذي أخر مرة .ْ
ستصلون صلاةً..
لا سجدٌ..
وركوعٌ..
وقيامْ.
هذي آخر مرة.
يا صَدّامْ.

الأربعاء، ٦ فبراير ٢٠٠٨

د. إيهاب يونس

بالنسبة لى قليلة هى الأسماء التى أضاءت حياتى.. تعرفون بالتأكيد نظرية "الأسماء المضيئة"..
ثمة أسماء مضيئة بذاتها.. مشعة.. متلئلئة.. تقرأها فتشعر بالنور ينبعث من قلبها حتى الأطراف ثم يخرج متجاوزًا (الاسم / الشخص)، ويرسل الى من حوله بخيوط النور الفضية التى تنير حياتهم، وتحدد طريق الخير فيها..
تمامًا كمشاعل النور على جانبى ال "Runway" التى توضح للطيار طريق الهبوط الآمن بطائرته وسط عاصفة هوجاء..
وفى تفسير أسباب ذلك النور الغريب تجد عدة نظريات.. أقواها - من وجهة نظرى - بأن أصحاب هذه الأسماء يبدون كشموس صغيرة تتفاعل بقلوبها عوامل الأخلاق والتدين والعلم والذكاء.. الذكاء النورانى الذى يستشف "ما الوراء" بسهولة تامة.. ربما هى منحة ربانية.. بالتأكيد هى منحة ربانية، تلمع تلك الأسماء - بتأثير منها - كنجيمات صغيرة وسط سماء قاحلة السواد..
نظرية أخرى..
لكل منا واديه المقدس الذى يرتاح له، وفيه..
مكان.. فكرة.. شخص.. فالوادى هنا ليس الا رمز لأماكننا المختارة للسعادة..
وبتطبيق النظريتين على حالة شخصى المتواضع فان الوادى المقدس الخاص بى - بالتأكيد - هو "مسجد مصطفى محمود" بالمهندسين.. ويصبح اسمى المضئ هو "د. ايهاب يونس"
دعونى أنتقل بكم فى رحلة رائعة الى هناك..
الزمان : الخميس.. أى خميس ما بين صلاتى المغرب والعشاء
المكان: مسجد مصطفى محمود
ادخل الى المسجد الذى يتوسط شارع جامعة الدول العربية بالضبط.. التفت بنظرك الى اليسار لو سمحت.. تجد مشهدًا يطل عليك من كتب التاريخ.. ربما هو لم يعد موجودًا حتى فى الأزهر..
الشيخ يجلس وحوله تلاميذه يقرأ عليهم من صحيح البخارى - أصح الكتب بعد كتاب الله كما اتفق العلماء - يقرأ ويشرح بطريقته المبسطة الخلابة.. يقرأ ويشرح ويتلقى الأسئلة ويقول لا أعرف حين لا يدرى ما الاجابة.. ويقول سأبحث عن اجابة لسؤالك عند علمائنا الثقات.. وضع ألف خط أحمر تحت "لا أعرف" هذه..
هذا هو اسمى المضئ.. "د. ايهاب يونس"
أحد الشخصيات القليلة جدًا جدًا فى حياتى التى احترمتها.. الشخصيات التى أضائت حياتى فعلاً..
وجهة نظرى أن الطبيب يجب أن يكون له حظه من العلوم الانسانية.. وكنت أغتاظ دومًا من الأطباء الذين يتعاملون مع الجسد حسبما يقول العلم فقط.. حسبما تقول الكيمياء فقط.. حسبما تقول الفيسيولوجيا فقط.. هذا يحول الانسان الى شئ مادى تحكمه المعادلات.. "1+1=2"
وهذا خطأ.. أكبر خطأ، فنصيب الطبيب من العلوم الانسانية يرتفع به من "مجرد دكتور" الى مقام اسمه القديم المعبر المعتبر..
"الحكيم".. الحكيم الذى يعالج - مع الجسد - قروح الروح المزمنة..
وكان د. ايهاب هو دليلى الأول على صحة نظريتى بعلمه الغزير وأخلاقياته العالية شديدة الجمال.
ملاحظة أخيرة خارج السياق: يمكننى الأن فهم لماذا أرى - ربما بعين خيالى - تركيزًا أكبر للنور فى الجانب الأيسر من مسجد مصطفى محمود حين أذهب مبكرًا بعض الشئ قبل صلاة المغرب..
ينتهى هنا الكلام.. ولاتنتهى المشاعر..
تتوقف هنا قدرة الكلام عن التعبير ويبقى مافى القلب من حب صادق دربًا من دروب الأسرار الربانية التى بينى وبين الله..
حسنًا..لا أعرف كيف تنتهى تدوينة كهذه لكنى أود انهائها بالاهداء..
******
الى: أبى الروحى - ولى الشرف أن أعتبره هكذا - د.ايهاب يونس
الى أصدقائى أعضاء درس شرح صحيح البخارى
المهندس المثقف محمد على.. وطبيب الامتياز الطيب أبو بكر عمر، أو بكر كما نناديه اختصارًا..
والمهندس المشاغب الذى لا يكف عن القاء الأسئلة التى تبرق فى ذهنى - وكأنه يعرفها مسبقًا - عبد الله طلحة
والطبيب الصيدلى محمد عبد المنعم الذى أجبرته ظروفه على الغياب..
وأصدقائى مصطفى وعبد الرحمن ووالدنا الثانى د. أيمن قداح
مجموعة من "أولاد الناس" الحقيقيين الذين يفخر أى شخص بأنه يصادق أمثالهم..
أعزائى..
إنى أحبكم فى الله.