الأربعاء، ٢٠ فبراير ٢٠٠٨

تقديرًا للسائق الذى فهم..

ثقافة الإختلاف.. ثقافة الإختلاف..
أحد المصطلحات التى يطنطنون لها كثيرًا هذه الأيام فى وسائل اعلامنا المريضة، لكنى لم أجد أحدًا من الأشاوس الذين ينظرون لها يطبقها ولو مرة واحدة.. حكوميين ومعارضين.. اسلاميين وعلمانيين.. حدًا سواءًا عندى فى ذلك الأمر.
اليوم كنت عائدًا من الاسعاف الى الهرم.. مسرعًا حتى أتمكن من اللحاق ببداية مباراة الأرسنال وميلان أو مباراة برشلونة - فريقى العالمى المفضل - وسيلتك الاسكتلندى.
فى حالات عودتى من الاسعاف الى الجيزة مباشرة أفضل الميكروباص على المترو.. فهو يختصر الطريق كثيرًا
دعوت الله أن يكون كوبرى 6 أكتوبر رائق المزاج بما يكفى كى أصل فى ميعادى..
وقد كان..
ركبت أول ميكروباص نادى على الهرم.. ركبت فى الكرسى الذى وراء السائق مباشرة وشرعت - تمضية للوقت - فى تأمل ما يظهر لى من وجهه حين يلتفت الى الوراء وتأمل أيضًا لحيته الضخمة غير المشذبة.. لحية من النوع الذى أكرهه..
لى رأي فى موضوع اللحى هذا..
1- لا يخيل الىّ أن السنة قد جاءت لتشويه الوجه بهذا الشكل.. دعك من حقيقة أن اللحية من "سنن العادات" غير المأمورين باتباعها الا فيما يناسب..
2- اللحية هى من "المظاهر التدينية" التى يجب أن تنم عن الجوهر.. اللحية هى أخر شئ يمكن أن أفعله حتى أقول أنى أنتمى لهذا الدين، لأنه لا يضايقنى شئ قدر أن أرى أحد الملتحين
مثلاً وهو يقفز من فوق بوابة عبور المترو لأنه لم يدفع ثمن التذكرة..
اللحية - من وجهة نظرى - مسئولية قبل أن تكون مجرد مظهر.
وعودة..
وكان هناك رجل يجلس الى جوار السائق.. شاب فى بداية الثلاثين من عمره كما خمنت..
وحين بدأنا التحرك أخرج ذلك الشاب موبايله وبدأ فى تشغيل أغنية..
أغنية من التى يطلقون عليها "شعبية".. مع تحفظى على المصطلح!
فى البداية ظن السائق أنها مجرد رنة وستنتهى، لكنه ما ان وجدها استمرت فترة طويلة سأله بمنتهى الأدب:
- دى رنة ولا انت بتسمع؟
- لأ بسمع
- طيب لو سمحت علشان أنا مبسمعش أغانى ممكن توطى الصوت على قد ودنك ولو فى سماعات يبقى أحسن كتير..
هكذا..
عادة وفى مواقف كهذه أنا أمتلك لسانًا حادًا للرد على هؤلاء الذين يحرمون نعمة الاستمتاع بالسماع أو - على الأقل - لا يحترمون اختلاف العلماء فى تحديد اذا ما كانت تنتمى الى الحلال أو الحرام..
لكن أدبه أخرسنى..
هذا - فى رأيي- نموذج شديد البهاء فى التطبيق العملى لدرس من دروس ثقافة الاختلاف..
أنت تحب أن تسمع..
حسنًا هذا من حقك.. لكن - من فضلك - لا تؤذى أذنى لأنى أعتقد أن هذا يؤذى..
اختلفت نظرتى له تمامًا بعد موقفه هذا ووجدت اعجابًا يتسرب الىّ تجاهه ووجدتنى بعد ذلك أراقب معاملته للركاب ولم يخيب ظن اعجابى به.
أدب قلما نجده لدى سائقى هذه الأيام الذين يتعاملون مع الركاب كخادمين لهم، وليس العكس!
عمومًا..
كانت فرحتى بذلك الرجل كافيةً جدًا لاضفاء السعادة على مذاق يومى، بالإضافة الى فوز برشلونة بالتأكيد:)
فشكرًا له وجزاه الله خيرًا على السعادة التى أدخلها الى قلب مسلم.


هناك ١٥ تعليقًا:

أحمد منتصر يقول...

صحيح يا ريت كل الناس كده :)

بقولك يعني إيه أشاوس؟

mado80 يقول...

احمد عبد الفتاح

ازيك

أشكرك أولا علي تشريفك لي بالزياره التي أرجو أن تكون بدايه لتواصل بيننا

ثانيا أحب أن ابدي لك اعجابي بمدونتك كماأتفق معك تماما فيما قلته من أراء

تحياتي لك وألف تقدير لشخصك الكريم

Empress appy يقول...

بجد اول مرة اشوف سواق محترم يا نهار ابيض يا رب تنتشر العدوى بينهم هو ده الدين صح احترام الاخرين اما فتواى سماع الاغانى فانا مليش فيها بصراحه وده بما انى بسمعها هههههههههههههه

جميز يقول...

متفق معك , و خصوصا فى الجزئية اللى قولت فيها _ اللحية مسئولية قبل أن تكون مجرد مظهر _ و الحقيقة ينفع تعميمها بالنسبة لأى مظهر دينى

اللى بيضايقنى فعلا , هو اعتقاد البعض بتدينهم , بناءا على مظهرهم و ليس بناءا على جوهرهم , أو بمعنى آخر , ليس بناءا على طريقة تعاملاتهم من الناحية الانسانية , اللى هى فى الأساس جوهر الدين

تحياتى

dr.Roufy يقول...

انت ايضا اضفيت بسمه على وجهي الآن
لمصادفتك نموذجا مثل هذا
يعطيني أملا أن ما صادفته من نماذج قد تبدو مشابهة لأناس ذوي لحى وتشنجات
:)
يمكن أن يزول..أمام نماذج أخرى أكثر اشراقا وتحضرا

مودتي

حنة يقول...

ده قدوة لسواقين الميكروباس
كنت خدت عنوانه يا اخي علشان نركب معه
ما هو بصراحة مش من حق الراكب ولا السواق يشغل لنا سعد الصغير ولا شعبان عبد الرحيم ونسنع غصب عننا .. الغنا مش حرام بس فرضه على الناس هو اللي حرام

المـــفـــــــقــــــــوعـــــة مــرارتـهــا يقول...

كلامك جميل وأتفق معك بشدة في أن اللحي يجب ان تعبر عن إسلامنا مع تحفظي مثلك علي شكل اللحي الشعثاء فهي تعطي مظهر غير نظيف وغير جميل ومنفر فما بالك بشيوخ الفضائيات وهم يطلون علينا بتلك اللحي .. صراحة لا أحتمل سماعهم
تحياتي

أحمد عبد الفتاح يقول...

أولا أنا بعتذر بشراسة عن تأخير الرد.. بس أحب أقول انه من عاداتى التدوينية انى بسيب التدوينة تاخد راحتها لحد معاد التدوينة اللى بعدها
نبدأ:
أحمد منتصر:
أنا بقول ياريت معاك
أنا قولتلك معنى أشاوس على الماسنجر:)

أحمد عبد الفتاح يقول...

الفجر بيأذن يا جماعة
معلش مضطر أقوم ونكمل بكرة ان شاء الله

أحمد عبد الفتاح يقول...

مرة أخرى بعتذر بشراسة عن التأخير فى الرد على تلعيقاتكم الكريمة
نرجع

أستاذ Mado
ازيك انت يا ريس
ياعم عليه.. ده واجب علينا الزيارة
وأنا ليا الشرف طبعًا انه يكون فيه تواصل بيننا.. بس انت زود شوية فى معدل تدوينك:)

تحياتى لسعادتك

أحمد عبد الفتاح يقول...

Appy هانم
كيف الحال.. أتمنى تكونى بخير
فرحان جدًا معاكِ بالراجل ده..وبعدين انتِ لخصتى الموضوع كله فى جملة واحدة سليمة جدًا
"هو ده الدين صح"
الرسول عليه الصلاة والسلام بيقول
"الدين المعاملة"

أحمد عبد الفتاح يقول...

جميز: متشكر جدًا على الزيارة وأتمنى دوامها..
بتضايق لنفس الأسباب اللى ذكرتها
تحياتى

أحمد عبد الفتاح يقول...

د. روفى
جزاه الله خيرًا عن السعادة التى أدخلها على قلبك أنتِ أيضًا..
مودتى

أحمد عبد الفتاح يقول...

حنة:
لما ترجعوا مصر بالسلامة ان شاء الله أبقى أعرفكم عليه:)

أحمد عبد الفتاح يقول...

المفقوعة مرارتها
ربنا يدى شيوخ الفضائيات على قد نيتهم:)