السبت، ١٦ فبراير ٢٠٠٨

قابلية الإسلام للنقد..

مقال قديم كتب إبان حادثة تصريحات بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر بشأن "الإرهاب فى الإسلام"..
أعيد نشره الأن لأن الصحف الدانماركية أعادت نشر رسومها الكاريكاتورية المسيئة للنبى صلى الله عليه وسلم...!

************
أعرف كم سيثير ذلك العنوان جنون البعض..
ولذلك سأوضحه..
فى خضم الأحداث الأخيرة - تحدث بابا الفاتيكان بينديكتوس السادس عشر عن الاسلام بسوء - وقبلها أحداث الرسوم الدانماركية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم اشتعلت الفكرة برأسى..
ماذا تعنى قابلية الاسلام للنقد؟
قبل أن اشرح مقصدى أحب أن وضح نقطة أو نقطتين:
1 - اتفق الفقهاء الأربعة على وجوب قتل من سب الرسول صلى الله عليه وسلم - من المسلمين - وكان اختلافهم الوحيد حول قتل من تاب فأفتى الحنابلة والشافعية والحنفية بجواز عدم قتل من تاب بينما أصر المالكية على قتل من تاب حتى لا يصبح سب النبى صلى الله عليه وسلم جرمًا مستباحًا..
2- ماذا عن الحال فى غير المسلمين؟
ما أعلمه هو انه يجب أن نقاتلهم..
لكن أى قتال..هذه هى القضية..
فى موضوع الرسومات الدانماركية ارتكبت أعمال عنف كثيرة (حرق سفارات.. ترويع أمنين لاذنب لهم) بدون أى عائد حقيقى على الاسلام..
وباستثناء المبادرة التى قام بها الأستاذ عمرو خالد بذهابه اليهم لشرح معانى الاسلام السامية فلم تكن هناك أية أفكار ايجابية للاستفادة من الكارثة..
باستثناء حرق السفارات طبعًا..!!
تكرر الأمر مع كلام بابا الفاتيكان الذى اعتبره البعض (ربما أميل لذلك بقلبى لكن عقلى يرفضه)الى اعتباره اساءة الا الاسلام رغم أن الدلائل تقول أنه ضمن محاضرة له فى علم االاهوت المسيحى المعقد بالجامعة الألمانية التى كان يدرس بها هذا العلم فى الفترة ما بين (1977:1969) ويدل على ذلك اللغة المعقدة جدا للخطاب التى لا يفهمها سوى هؤلاء العلماء..
هل يمكن اعتبار ما قيل فى الخطاب اهانة للاسلام؟
السؤال أثارته صحيفة الدستور المصرية المعارضة فى عددها الصادر بتاريخ20/9/2006فى اطار تحقيق واسع عن هذه الأحداث..
أثارت الصحيفة سؤالا فى غاية الروعة لم أجد له اجابة مقنعة حتى الأن؟
هل يحق لنا اعتبار ما قيل اهانة للاسلام بينما نحن لا نكف عن اعلان أن المسيحيين ماهم الا محرفون للانجيل وأنهم ليسوا الا مجموعة من الكفرة؟
لماذا لا يعتبر المسيحيون ذلك اهانة؟
ويحاولون الرد عليها..
قابلية الاسلام للنقد من وجهة نظرى تعنى أن الأخرين ليسوا مسلمين وبالضرورة لا يؤمنون بما تؤمن به.. لذا من الطبيعى أن تكون هناك - فى اطار من احترام المقدسات - انتقادات لما تؤمن به..
نؤمن جميعا كمسلمين أن ديننا هو افضل الأديان وأنه يحمل الحلول الأكثر عبقرية لأكثر المشاكل البشرية تعقيدا..
لكن الأخرين لا يؤمنون بهذا..
ومن حقهم توجيه الانتقادات - المحترمة - ومن حقنا الرد عليها باحترام
من وجهة نظرى أننا فقدنا فرصتين عظيمتين لتعريف العالم كله بالاسلام من خلال الأحداث الأخيرة - أحداث الدانمارك والأحداث الأخيرة - لأننا نفتقد سياسة الاستفادة من الكوارث..
وبالعكس..
أثبتنا للعالم كله أننا - كما اعتقاده الخاطئ فينا - مجموعة من الارهابيين الهمجيين..
ترى هل وصلت الرسالة؟

هناك ١١ تعليقًا:

dr.Roufy يقول...

وصلت الرسالة يا أحمد
رسالة عبقرية ومتعقلة جدا
لا يسع عاقل ان يزعم ان الاسلام غير قابل للنقد..لأننا سواءا أقررنا بهذا ام لم نفعل
سينهال النقد علينا..وحتما ستختلف الأفكار حول معتقدنا
انها سنة الخلق..الذين خلقهم الله مختلفين لحكمة يعلمها وحده
فلو شاء لخلقنا جميعا على ملة حنيفة واحدة
لكنه قدر الاختلاف..وقدر الدفع البشري
الله يعرف انه ثمة جدل يجب ان يتولد بيننا وبين أهل الكتاب
لكن القاعدة ان نجادلهم بالتي هي أحسن..أن نبحث عن نقطة وفاق مبدئية لينطلق منها حديثنا وردنا على الشبهات المثارة
هكذا يمكننا كسب الاحترام لا النفور
هكذا يمكننا اظهار قوة دعوتنا وليس الطنين الأحمق
هكذا نستحق ان نكون أمة الله الخيرة..لا كثرة كغثاء السيل

تحياتي

dr.Roufy يقول...

على فكرة انا ضفت مدونتك عندي
:)
بعد اذنك طبعا

حنة يقول...

عندك حق
تفتكر حتى مقاطعة البضائع الدنمركية حل ؟؟ ولا طريقة للتعبير عن الغضب ؟؟
طب لماذا يا سيدي لا نقاطع الامريكية وهم يعذبوننا ويهتكون اعراضنا في ديار عديدة من جوانتانامو لابو غريب
اعتقد ان ما حدث هو غضب مكتوم عند الناس قرر البعض تحويل مساراته نحو الشمال البارد (الدانمرك) حتي لا يذهب شرقا .. والاسلام فقط يريد مسلمين اقوياء حتى لا يتجرأ عليه احد بالسخرية
اما النقد فهو مسألة اخرى يقبلها الاسلام طبعا لانها مسألة لها علاقة بالعقل تحياتي

The Mastermind يقول...

كلام جميل يا بو حميد.. و ده إللي الواحد بيقوله من زمان..

هما ما أساؤوش للرسول عليه الصلاة و السلام .. اكتر من الكفار لما قالوا عليه ساحر و كذاب و ما شفناش حد من المسلمين اياميها راح حرق دار الندوة مثلاً..

لكن ده دليل على تقصيرنا احنا في نشر الرسالة..

لكن برضه لازم نعبر عن غضبنا.. زي ما فريق الشباب ألغى مباراتيه الوديتين مع منتخب الدانمارك.. عشان ما يحسوش اننا بناخد على قفانا يعني ولا مؤاخذة..

أحمد عبد الفتاح يقول...

أولا أعتذر بشراسة عن تأخير الرد لكنها ظروف الانقطاع المستمر للنت..
الموهوبة د. رفيدة
أفهمك تماما وأقدر لك أنك لخصتِ مقالى فى كلمتين عن سنة الله فى كونه التى لا يبتفت لها أحد الأن..

أحمد عبد الفتاح يقول...

د. رفيدة تانى:
أشكرك جدًا على الاهتمام..
وطبعا ليا الشرف انك تضيفى مدونتى عندك
شكرًا جدًا

أحمد عبد الفتاح يقول...

أستاذة حنان:
تلخيص تانى جميل جدًا لمقالى برده
عجبتنى أوى كلمة :والاسلام فقط يريد مسلمين اقوياء حتى لا يتجرأ عليه احد بالسخرية
متشكر جدصا على الاهتمام وبرجو المتابعة
على فكرة: احنا طلعنا جيران.. لأنى من العمرانية:)

أحمد عبد الفتاح يقول...

محمد عادل جمعة: ياض مش عارف دايما بتبهرنى بكلامك وتفكيرك..
متفق معاك تماما فى ان كل اللى بيحصل ده نتيجة تقصيرنا فى توصيل الرسالة..
أى اخفاق للاسلام هو فى أصله اخفاق للمسلمين مش لمجرد ان الغرب الكافر عايز كده

أحمد عبد الفتاح يقول...

أحب أضيف على كلام محمد انه مش لازم بس يكون الاسلام هو مثار النقد.. ومش لازم نقعد نرد بس
لازم نهاجم برده.. ولازم الغرب يفهم انه طالما اننا تفتحنا لدرجة مناقشة عقيدتنا وتقبل نقدها لازم يعرف ان كل حاجة عنده أصبحت لازم تقبل النقد برده

Empress appy يقول...

لا يا احمد معلش فيه رموز للاسلام مينفعش حد ينتقدها ومش معنى كده انا مع الضرب والحرق لا انما الا دينا وتنقد ايه اصلا حاجه من عند الله لا

أحمد عبد الفتاح يقول...

أوكى معاكِ يا Appy
لكن أنا بعتبر تجرؤهم الى الحد ده فشل مننا
مش مجرد "قلة أدب" منهم
أنا رأيي ان الاسلام دين قوى جدًا وبسهولة جدًا لو اللى بيدعى ليه بيفم
بسهولة جدًا ممكن جدًا يدخل للعقول ويتسرب منها الى القلوب
ده لو احنا كان عندنا ثقافة "الاستفادة من الكوارث" زى ما قولت فى البوست