الثلاثاء، ١٢ فبراير ٢٠٠٨

حكمة الهية خفية..

اليوم كنت فى المهندسين.. شارع شهاب تحديدًا، وشارع شهاب - لمن لا يعلم - هو أحد أهم الشوارع التجارية فى المهندسين..
واذا اعتبرنا أن المهندسين - ذلك الحى الصغير - ماهو الا مجموعة من المحلات التجارية بالاضافة الى كونه جراجًا كبيرًا فيمكننا اذًا أن نفهم أهمية شارع شهاب للمهندسين اذ أنه أيضًا الشارع الوحيد الذى يربط المهندسين كلها تقريبًا ببعضها البعض..
*******
الأن وبعد هذه المقدمة الجغرافية البسيطة ندخل الى الموضوع..
راكبًا تاكسى، حيث كنت أتجه الى شارع وادى النيل لقضاء مشوار ما، توقف بى التاكسى فى شارع شهاب لأن المرور كان سيئًا.. سيئًا جدًا اذا أردتم رأيي المحايد..
ملحوظة خارج السياق: المهندسين هى أسوء طرق العالم مروريًا خصوصًا فترة بداية الليل..
وعودة..
توقف بى التاكسى فنظرت الى جوارى خارج حدود زجاج الشباك ووجدت منظرًا غريبًا بعض الشئ:
فتاة ليل هى على الأرجح، لو كنت "دايس" المهندسين مثلى بصفة شبه يومية لفهمت ما أعنيه ب "فتاة ليل" فى المهندسين.
كان كل شئ فيها يقول أنها فتاة ليل.. ملابسها.. ماكياجها الزاعق - الغبى برغم كل شئ - .. نظرتها.. حركة العلكة فى فمها.. طريقة حديثها التى كانت واضحة السوقية رغم أنى لم أسمع حرفًا مما يقال..
وبجوارها أو أمامها كان يقف من تحدثه..
هو أيضًا على الأرجح من اياهم..
نظرت لهما بفضول وحاولت التقاط أى كلمة مما يقال، فالتقطنى السائق الذى كان يجلس بجوارى - أنا لا أفضل الجلوس فى الكراسى الخلفية داخل التاكسيات - والتقط المشهد وقال بعبقرية سائقى التاكسى المعهودة :
- "الظاهر بيتفقوا على سعر الليلة"
وافقته بهزة رأس وعدت ثانية لأحاول التقاط أى كلمة لكنى فوجئت بالسيارة تتحرك لأن الأزمة المرورية قد "انفكت" بعض الشئ..
نظر السائق - الذى كان شابًا مثلى هو الأخر - الىّ بسخرية وسألنى:
- ايه ياعم هى عاجباك للدرجة دى؟!
- حاشا لله.. أنا بس كنت عاوز أعرف بيقولوا ايه فى المواقف اللى زى دى.. نوع من الفضول مش أكتر
وقفزت لحظتها ملاحظة غريبة الى ذهنى:
قلت لنفسى: إنه لحكمة عليا أخفى الله أسبابها عنا ستكون النار هى المصير الأبدى لعبقرى مبدع كعاصى الرحبانى هو - تأكيدًا - أفيد للبشرية من مجرد "فتاة ليل".. بينما ستكون الجنة هى المصير النهائى لهذه الفتاة على اعتبار أنه غالبًا ما ستكون خانة الديانة فى بطاقتها مدون فيها أنها مسلمة..!




هناك ٩ تعليقات:

أحمد منتصر يقول...

حلوة أوي الحكمة إللي قلتها ف الآخر دية :)

Empress appy يقول...

انت عارف من اسوء الاماكن فى القاهرة ومش بحبها جامعه الدول والمهندسين من الاشكال اللى ربنا ينتقم منها دى فىالشارع والعرب والهلع اللى بيجيلهم وميعرفوش يميزوا بين الكويسه والوحشه

The Mastermind يقول...

تخيل ملك بيحكم مملكة كبيرة أوي.. و حب يحط حاكم على مدينة من مدن المملكة.. و فعلاً عين حاكم على المدينة دي.. و حاكم تاني على مدينة تانية.. الحاكم الاول كان بايظ.. قعد يشرب و يسكر لغاية ما المدينة بتاعته خربت.. و الحاكم التاني رعى المدينة بتاعته كويس و خللاها احسن مدينة في المملكة بس اعلن الاستقلال عن المملكة و انه ما بقاش تابع للملك و لا يعترف بيه..

تفتكر اي عقوبة الاتنين عند الملك؟ انا بقول ان الأول هيتعزل و يتسجن و يتجلد.. لكن التاني لازم عقوبته تبقى الاعدام لأنه خان ملكه..

هو ده موقفنا .. فتاتك العزيزة افسدت ما كانت مستخلفة فيه.. لكنها ما زالت معترفة بسيطرة الملك عليها.. و في ناس تانية خللينا نقول اسحق نيوتن مثلاً ادى للناس خدمات جليلة .. لكن مات يهودي.. مين عقابه المفروض يكون أشد؟

أحمد عبد الفتاح يقول...

أحمد منتصر
دى مش حكمة.. ده تساؤل عن كنه الحكمة الالهية:)

أحمد عبد الفتاح يقول...

على فكرة.. أنا بحب المهندسين جدًا
زى ما المهندسين فيها بنات الليل كتير
والعرب القذرين كتير برده
هناك هتلاقى مسجد مصطفى محمودوأنا اتكلمت قبل كده ع اللى بيحصل فيه

أحمد عبد الفتاح يقول...

محمد عادل:
النهاردة كنت مع د. ايهاب فى هايبر وان
واتكلمنا فى الموضوع ده
ادانى نفس المعنى بتاع مثالك الجامد أوى ده
بس بأسلوب علمى شوية:)

The Mastermind يقول...

يا بني انا و الدكتور ايهاب روحين في زكيبة .. و اسأل عنا..

we have a lot in common

:D

أحمد عبد الفتاح يقول...

هو قاللى كده برده..!
:)

Che Ahmad يقول...

تساؤلك الاخير دا هو اكبر معضلة ليا في الدين ككل
ومش مقتنع برأي محمد عادل مع احترامي طبعا