الأربعاء، ٦ فبراير ٢٠٠٨

د. إيهاب يونس

بالنسبة لى قليلة هى الأسماء التى أضاءت حياتى.. تعرفون بالتأكيد نظرية "الأسماء المضيئة"..
ثمة أسماء مضيئة بذاتها.. مشعة.. متلئلئة.. تقرأها فتشعر بالنور ينبعث من قلبها حتى الأطراف ثم يخرج متجاوزًا (الاسم / الشخص)، ويرسل الى من حوله بخيوط النور الفضية التى تنير حياتهم، وتحدد طريق الخير فيها..
تمامًا كمشاعل النور على جانبى ال "Runway" التى توضح للطيار طريق الهبوط الآمن بطائرته وسط عاصفة هوجاء..
وفى تفسير أسباب ذلك النور الغريب تجد عدة نظريات.. أقواها - من وجهة نظرى - بأن أصحاب هذه الأسماء يبدون كشموس صغيرة تتفاعل بقلوبها عوامل الأخلاق والتدين والعلم والذكاء.. الذكاء النورانى الذى يستشف "ما الوراء" بسهولة تامة.. ربما هى منحة ربانية.. بالتأكيد هى منحة ربانية، تلمع تلك الأسماء - بتأثير منها - كنجيمات صغيرة وسط سماء قاحلة السواد..
نظرية أخرى..
لكل منا واديه المقدس الذى يرتاح له، وفيه..
مكان.. فكرة.. شخص.. فالوادى هنا ليس الا رمز لأماكننا المختارة للسعادة..
وبتطبيق النظريتين على حالة شخصى المتواضع فان الوادى المقدس الخاص بى - بالتأكيد - هو "مسجد مصطفى محمود" بالمهندسين.. ويصبح اسمى المضئ هو "د. ايهاب يونس"
دعونى أنتقل بكم فى رحلة رائعة الى هناك..
الزمان : الخميس.. أى خميس ما بين صلاتى المغرب والعشاء
المكان: مسجد مصطفى محمود
ادخل الى المسجد الذى يتوسط شارع جامعة الدول العربية بالضبط.. التفت بنظرك الى اليسار لو سمحت.. تجد مشهدًا يطل عليك من كتب التاريخ.. ربما هو لم يعد موجودًا حتى فى الأزهر..
الشيخ يجلس وحوله تلاميذه يقرأ عليهم من صحيح البخارى - أصح الكتب بعد كتاب الله كما اتفق العلماء - يقرأ ويشرح بطريقته المبسطة الخلابة.. يقرأ ويشرح ويتلقى الأسئلة ويقول لا أعرف حين لا يدرى ما الاجابة.. ويقول سأبحث عن اجابة لسؤالك عند علمائنا الثقات.. وضع ألف خط أحمر تحت "لا أعرف" هذه..
هذا هو اسمى المضئ.. "د. ايهاب يونس"
أحد الشخصيات القليلة جدًا جدًا فى حياتى التى احترمتها.. الشخصيات التى أضائت حياتى فعلاً..
وجهة نظرى أن الطبيب يجب أن يكون له حظه من العلوم الانسانية.. وكنت أغتاظ دومًا من الأطباء الذين يتعاملون مع الجسد حسبما يقول العلم فقط.. حسبما تقول الكيمياء فقط.. حسبما تقول الفيسيولوجيا فقط.. هذا يحول الانسان الى شئ مادى تحكمه المعادلات.. "1+1=2"
وهذا خطأ.. أكبر خطأ، فنصيب الطبيب من العلوم الانسانية يرتفع به من "مجرد دكتور" الى مقام اسمه القديم المعبر المعتبر..
"الحكيم".. الحكيم الذى يعالج - مع الجسد - قروح الروح المزمنة..
وكان د. ايهاب هو دليلى الأول على صحة نظريتى بعلمه الغزير وأخلاقياته العالية شديدة الجمال.
ملاحظة أخيرة خارج السياق: يمكننى الأن فهم لماذا أرى - ربما بعين خيالى - تركيزًا أكبر للنور فى الجانب الأيسر من مسجد مصطفى محمود حين أذهب مبكرًا بعض الشئ قبل صلاة المغرب..
ينتهى هنا الكلام.. ولاتنتهى المشاعر..
تتوقف هنا قدرة الكلام عن التعبير ويبقى مافى القلب من حب صادق دربًا من دروب الأسرار الربانية التى بينى وبين الله..
حسنًا..لا أعرف كيف تنتهى تدوينة كهذه لكنى أود انهائها بالاهداء..
******
الى: أبى الروحى - ولى الشرف أن أعتبره هكذا - د.ايهاب يونس
الى أصدقائى أعضاء درس شرح صحيح البخارى
المهندس المثقف محمد على.. وطبيب الامتياز الطيب أبو بكر عمر، أو بكر كما نناديه اختصارًا..
والمهندس المشاغب الذى لا يكف عن القاء الأسئلة التى تبرق فى ذهنى - وكأنه يعرفها مسبقًا - عبد الله طلحة
والطبيب الصيدلى محمد عبد المنعم الذى أجبرته ظروفه على الغياب..
وأصدقائى مصطفى وعبد الرحمن ووالدنا الثانى د. أيمن قداح
مجموعة من "أولاد الناس" الحقيقيين الذين يفخر أى شخص بأنه يصادق أمثالهم..
أعزائى..
إنى أحبكم فى الله.


هناك ٧ تعليقات:

Empress appy يقول...

ما شاء الله عليك بجد ربنا يزيدك بفرح قوى لما الاقى شباب كده فى سنك وبيأخدوا دروس وكمان قرآن ربنا معاك

paranoia,magnetic & dramatic girl يقول...

صباح الخير يااحمد
عارف يااحمد كلامك الجميل ده فكرني بكلامي ورغبتي في الحصول علي قدوة في الزمن ده
شوقتني كمان اني اروح المسجد اصل الحقيقة انا مش بدخل المسجد غير في صلاة العيد
وبيبقي اجمل يوم في حياتي لما بدخل المسجد
انا بتمني اقابل حد في نفس وصفك للدكتور ايهاب والرفقة الطيبة الي حواليك
ربنا يكرمنا واياك
الله حافظ
دودو

أحمد عبد الفتاح يقول...

الله يكرمك يا Appy

أحمد عبد الفتاح يقول...

صباح النور يا دودو
الحمد لله أنا لقيت قدوتى
طيب ما تفكرى تروحى تصلى الجمعة كمان
ان شاء الله تلاقى حد وهو موجود على فكرة
لو انتِ قريبة من المهندسين هتلاقى فى مسجد "أنس بن مالك" تجربة مشابهة للسيدات
بتقوم بيها "د. سوزان الشافعى".. بارك الله فيها
موقعها أهو وتقدرى تنزل منه الدروس على الأقل
http://drsuzan.awardspace.com/

غير معرف يقول...

جميل أن نجد النور, و جميل أن نراه نوراً
المهم أن نهتدى به لنصل و نعين من حولنا ليصلوا.
أدام عليك النور و جعله ظاهرا و باطنا و أحبك كما أحببت من أحبوك فيه.

أحمد عبد الفتاح يقول...

لأ.. أنا معرفكش

"ايموشن ضاحك"

غير معرف يقول...

قال ابن القيم في كتابه الطب النبوي عندما تكلم عن الطبيب الحاذق وذكر أنه يجب أن يراعى في علاجه عشرين أمرًا كان منها :
" أن يكون له خبرة باعتلال القلوب والأرواح وأدويتها ، وذلك أصل عظيم في علاج الأبدان ، فإن انفعال البدن وطبيعته عن القلب والنفس أمر مشهود ، والطبيب إذا كان عارفاً بأمراض القلب والروح وعلاجها كان هو الطبيب الكامل ، والذي لا خبرة له بذلك وإن كان حاذقاً في علاج الطبيعة وأحوال البدن نصف طبيب ، وكل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه وصلاحه ، وتقوية أرواحه وقواه بالصدقة وفعل الخير والإحسان والإقبال على الله والدار الآخرة فليس بطبيب بل متطبب قاصر " .
إن غاية ما وصل إليه طب الدنيا أنه يصف الدواء ، لكنه لا يضمن لك حتمية الشفاء ، أما دواء الآخرة فالله هو الذي ضمن لمن تناوله تمام الشفاء ، ولو علم الناس ما للطاقة الروحية من فوائد علاجية على الجسم والنفس لتخلوا عن استعمال كمية وافرة من الأدوية التي في معظمها لا تعالج إلا الأعراض ، ولا تنفذ إلى الأسباب ، وقد كان سلفنا الصالح أدرى ما يكونون بذلك ، فأرشدوا أطباء الدنيا إلى ما غاب عنهم من طب الآخرة ، وعلَّموهم أن راحة قلب للمريض وسعادته لها أعظم الأثر في محاصرة داء الجسد ودفع بلائه.
قال ابن القيِّم وهو يصف حال شيخه ابن تيمية :
" وحدَّثني شيخنا قال : ابتدأني مرض ، فقال لي الطبيب : إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض ، فقلت له : لا أصبر على ذلك ؛ وأنا أحاكمك إلى علمك ، أليست النفس إذا فرحت وسُرَّت قويت الطبيعة فدفعت المرض ، فقال : بلى ، فقلت له : فإن نفسي تُسَرُّ بالعلم ، فتقوى به الطبيعة ، فأجد راحة ، فقال : هذا خارج عن علاجنا " .