الثلاثاء، ١٦ أكتوبر ٢٠٠٧

أخطاء التربية الأبوية التى يدفع ثمنها الأبناء

لا تقل لى - من فضلك - أن أصدقاء السوء هم السبب الأساسى في كل ما يحدث لشبابنا الأن.. ففضلا عن أنها - كأغلب قوانينا الديكتاتورية المطاطة- تتسع لأن يستخدمها الأباء ضد كل من لا يعجبهم من أصدقاء أولادهم الا أنها - أيضا - أصبحت سخيفة ومملة جدا فى أذنى من كثرة تكرارها.. دعك من حقيقة أنى لا أصدق أى نصيحة تربوية من التليفزيون المصرى العقيم.. ذلك التليفزيون الذى يرى أن خطأ الوالدين الوحيد هو أن يتركوا أبنائهم للمال أو للخمر أو للنادى والصديقات الفارغات العقل كالدجاج بالنسبة للأمهات فيتجه الأبناء الى الأصدقاء وليلعب الحظ لعبته اذا ويضع فى طريقهم أصدقاء الخير، أو أصدقاء الشر.
أذكر أن أحد الصحابة سُأل ذات مرة : أى الفتن أشد؟
قال: أن يعرض الحق والباطل فلا تستطع التفرقة بينهما!
hi5ادخل على
وقل لى ما رأيك؟
جولة واحدة مرعبة ثم حدثنى عن الأباء الذين لا يعرفون عن الكمبيوتر الا أنه "شئ ما" مسلى!
جولة واحدة مرعبة ثم حدثنى عن أسلوب التربية الشرقية العقيم اللعين القائم على "حاضر ونعم " كحقيقة أبدية والا فان مقولة "العصا لمن عصا" اللعينة لا زالت مسلطة على رقاب من يتجرأ ويناقش.. مجرد مناقشة!
أسلوب "العصفور والقفص الذهبى" هو الأسلوب الأشهر فى التربية الشرقية التى تخرج عبيدا ولا تخرج أبدًا مواطنين صالحين.. وهو أسلوب قائم على حقيقة بسيطة للغاية: أنت - يا طفلى العزيز- شئ اشتريته من السوبر ماركت.. كتكوت صغير اشتريته من مزارع " نتذكر جميعا مذابح الكتاكيت التى كنا نصنعها ونحن صغار لأننا "ببساطة" كنا نظنها - أى الكتاكيت - لعبة ما" الوضع مشابه تماما.. ولا أحد منا يتوقع أن يعانده كتكوته أو - حتى - يناقشه للاستفهام!
الأسلوب قائم على أنه على اطعامك وتعليمك وأن أقوم عنك بكل شئ تقريبا لأنك مازلت صغيرا - ومازلت صغيرا هذه يحددها مزاج الوالد حسب المقال الرائع لد.أحمد خالد توفيق "ولد قليل الأدب"، فحينما تكون المهمة لطيفة كدفع اشتراك الرحلة لمدرسة اللغة الفرنسية الحسناء يصر الأب على أن يفعلها بنفسه لأن ولده لازال صغيرا.. أما اذا كانت المهمة ثقيلة كرمى الزبالة فى صندوق الزبالة مثلا يصر الأب على أن يفعلها الابن بنفسه لأنه صار رجلا وعليه أن يعتمد على نفسه!
ماهى التربية؟هل أن تقول لابنك ماهو الصحيح فقط وهذا هو الخطأ الشائع الذى يقع فيه أغلب أباؤنا!
بالعكس.. الصحيح هو أن تقول لابنك ماهو الصحيح وماهو الخطأ.. وأن تقنعه بذلك لأن أن تقول له هذا خطأ فقط وتصمت بل وأذهب الى أنه يجب أن تدعه يجرب بنفسه اذا كان الضرر بسيطا حتى يقتنع تماما لأنه ما من سبيل الى الاقناع التاااام الا : (التجربة الفعلية).. دعك من حقيقة أن التجربة هى الشئ الذى يؤدى فى نسبة ثلاثة أرباع الحالات الى الادمان لأن الأولاد ببساطة يشتاقون الى شئ يجربونه بدلا من قوالب وتابوهات الصحيح والخطأ الجاهزة اللعينةأصدقاء السوء أصدقاء السوء جملة مطاطة يخفى بها أباؤنا العيوب القاتلة لتربيتهم لنا لأنهم ملائكة!
التربية السليمة يا سادة - ولنبلغ هذا لأبائنا - هى أنه حينما يعرض على الخطأ أرفضه بضمير مستريح.. بعقل مقتنع بشديد ضرره.
ثلاثة أرباعنا حينما يرفض الخطأ يرفضه لأنه يخاف من عقاب "بابا" اذا عرف، و"بابا" سيعرف بكل تأكيد.. لأنه اله!
لذا يكون الرد الأول لمن يعرضون عليه الخطأ بسخرية: "ياننوس عين ماما" فيكون رد فعله - وهو المراهق الذى كبتت بداخله أقوى سنى التمرد - أن يذهب بقدمه الى الأخطاء - فقط - لكى يثبت أنه رجل!
أعرف شابا أبوه سلفى ولا يصلى - الابن وليس الأب - لماذا؟لأن الصلاة ببساطة - أمر- من أوامر أباه الكثيرة المتبجحة القاسية.. بالطبع يصلى أمام أباه لكن ماذا اذا غاب ابيه.. يفعل كل شئ يخالف ما قاله أبيه مهما كان فى هذا من خطأ وضرر.. فقط لمجرد أن يثبت لنفسه أنه لازال يعيش ويتنفس ويسيطر على قراراته..فأباه من كثرة ما أمره بما هو صحيح ولم يقنعه به كره الولد ماهو صحيح لأنه يذكره بالأوامر وهو يكره الأوامر وامتد كرهه للأوامر الى أن يكره حتى الأوامر والنواهى الالهية.. لمجرد أنها أوامر!
وبالطبع من نافلة القول أن أذكر أن مثل هذه التربية القائمة على الأمر وليس الاقناع تخرج لنا أناسا غير عالمين على الاطلاق بحقوقهم.. أناسا معتمدين فى كل شئ على حكوماتهم لأنها تقوم مقام "بابا" القديم.. يقول المحللون أن بلادنا تسير بنمط حكم غريب يسمونه " الأبوية السياسية" ولم يخطئوا بكل تأكيد، فالنتائج واضحة لكل ذى عينين!

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

روعة فعلاً .. برافو عليك يا ولد ..

مقال دقيق ومؤلم و ..

غير معرف يقول...

روعة فعلاً .. برافو عليك يا ولد ..

مقال دقيق ومؤلم و ..