الأربعاء، ١٠ أكتوبر ٢٠٠٧

مسيو إبراهيم وزهور القرآن

تلك الرواية الفرنسية التى حازت شهرة غير معقولة بسبب كونها محاولة مزعومة للتقريب بين الشرق الغرب أراها الأن محاولة مشوهة، لأنها ببساطة تقوم على التزوير..كنت فى "دار الشروق فرع طلعت حرب" لأشترى أخر الأعمال المنشورة للمبدع د.محمد المخزنجى وكانت عبارة عن كتابين قصصين هما "سفر و رشق السكين " فوجدت هذه الرواية..كانت أخر نسخة منها فى الواقع وكنت قد سمعت عنها من قبل وعن أنها محاولة جيدة للتقريب بين الشرق والغرب فضلا عن سعرها المغرى "8جنيه فقط" فقررت شراءها..قرأتها بالأمس وكنت لم أقرأ مقدمتها "حمدا لله" التى كانت ستحرق لى الرواية بأكملها كما أنها ستجنح بى الى أراء المترجم "أ/محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب العرب" التى أرى -الأن- أنها متساهلة بعض الشئ..الرواية -باختصار شديد- تروى عن علاقة جيدة تنشأ بين الكهل المسلم "ابراهيم" والصبى الفرنسى اليهودى "موييس" (تعنى موسى بالفرنسية)ابراهيم كان يمتلك دكان بقالة صغير وموييس تعود أن يشترى منه احتياجاته واحتياجات أبيه المحامى العاطل الصغيرة..وكان قد تعود أن يسرق كل مرة بعض المعلبات المحفوظة وحينما كان ضميره يأنبه كان يقول لنفسه "ماهو الا عربى"تشتعل شرارة العلاقة بين الطرفين من بعض الحوادث الصغيرة ثم ينتحر الأب وكانت أم "موييس" قد هربت بعد ولادته مباشرة وهنا تبدأ التجاوزات التى حرقت دمى..كان "موييس" الفتى ذو ال16 ربيعا قد تعود أن يذهب الى مومسات شارع "بارادى"...(المقابل الباريسى لشارع جامعة الدول العربية ويقول المترجم أن "بارادى"تعنى "الفردوس")بل واعترف ابراهيم ضمنا أنه كان يذهب فى بعض الأوقات الى ذات الشارعفيشجعه ابراهيم على هذا بل ويضع النقود فى جيبه..ابراهيم كان يشرب الخمر وحينما قال له موييس" سمعت أن الاسلام يحرم الكحول" قال له أنا صوفى ابراهيم تبنى موييس وجعله ابنه بالتبنى وهذا حرام شرعا بالطبع فى الاسلام لكن من يهتم..ثمة عدة تعديات أخرى ذكرها المترجم فى مقدمته وقال أن هذا يصب فى كون ابرهيم شخصية غير احادية الجانب بل هو شخص عادى يرتكب بعض الأخطاء وكان هذا مما زاد فى حرقة دمى حينما قرأت المقدمة بعد الانتهاء من الرواية اذ أن الزنا والتحريض عليه ليست اخطاء عادية فى الاسلام بل هى كبائر..يزيد من غضبى هذا المسخ المتعمد لشخصية المسلم الحقيقى، فالمسلم "المعتدل" من وجهة نظرهم يشرب الخمر ويذهب الى مومسات شارع بارادى بل ويتبنى الفتيان اليهود..فى نهاية القصة يموت ابراهيم فى بلده الأصلى تركيا بعد رحلة جغرافية كبيرة جاب فيهم هو وموييس أوربا من الشمال الى الجنوب بالسيارة..يعود موييس الى فرنسا فيجد الدكان والسيارة من موروثاته فيبدأ حياة جديدة ويسمى نفسه محمد فقط دون أن يسلم..
لست ضد محاولات التقريب بين الشرق والغرب لكن على اسس تعريفية سليمة..فالمسلم الصحيح لا يشرب الخمر ولا يذهب الى مومسات شارع بارادى ولا يتبنى احدا فضلا عن أن يتبنى فتيانا يهود..هذا هو الأساس السليم.."لا يجب ان أكون مسخا منك حتى تحبنى"

هناك ٦ تعليقات:

أحمد جمال يقول...

أسلوبك النقدي جميل يا أحمد ومميز

بصراحة أنت فتحت نفسي على القراءة عن موضوع نظرة الآخر لنا ونظرتنا له ..
أعتقد أنني لابد ان أرى كيف يتعامل أشخاص مثل المسيري والقرضاوي مع أشياء كهذه

أسلوبك متماسك فعلاً ويثير الإعجاب

تحياتي يا باشا .. أستمر حقاً

أحمد جمال يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
غير معرف يقول...

قرأت الرواية وأتفق تماما معك يا أحمد

أما العبارة المبدعة التى تصف الموضوع كله فقد وفقك الله فى اختيار كلماتها بدقة:

لا يجب ان أكون مسخا منك حتى تحبنى"

أحمد عبد الفتاح يقول...

الصديقان نوستالجيا وعمر
جزاكماى اللهخيرا وأجرو أن تحوز مقالاتى على اعجابكما دوما

غير معرف يقول...

self-respect in addition to self-esteem of large-scale procurement Logistics Low cost [url=http://www.onlyyoutony.com]polo ralph lauren[/url]newtown chili paint job plank siding Mister automobile seat How you secure your baby in [url=http://www.onlyyoutony.com]ralph lauren[/url]hand seats include printed directions If and Vice President On January 6 2009 http://www.onlyyoutony.com[/url] H & Queen Shop fraudulence had been desired on a date The scent is sure to win her heart

غير معرف يقول...

vuittonbagssale.webnode.jp Jackson and Kerry Washington also play key roles. sac longchamps