الأربعاء، ١٠ أكتوبر ٢٠٠٧

"ألة الزمن" وتنبؤ غريب بأحوال مصر المعاصرة


HERBERT GEORGE WEELS














الروائى الانجليزى العبقرى هربرت جورج ويلز فى رائعته "ألة الزمن" تنبأ بحالنا الأن فى مصر بدقة تثير العجب


والاعجاب فى نفس الوقت الرواية التى كتبت فى النصف الثانى من القرن ال19 تحكى - باختصار شديد - عن عالم يخترع ألة زمن سافر بها الى المستقبل البعيد حيث أحب أن يرى ما سوف يؤول اليه حال العالم..يعلم أى محب للخيال العلمى الفارق الأساسى بين العظيمين الفرنسى جول فيرن والانجليزى هـ . ج . ويلز هو أن الأول يحيط رواياته بمزيج من المتعة والاثارة والخيال فهو نوع من أدب البوب أرت كما نسميه الأن.. أم الانجليزى فهو يحيط رواياته بمزيج ساحر من التفلسف والتفكير والرؤية الثاقبة بل والتنبؤ كما سنرىفى الرائعة "ألة الزمن" سافر البطل بألته الى المستقبل البعيد ورأى أن العالم سيتحول الى طبقتين.. طبقة المرفهين المنعمين وهم بشر سيتحولون مع طول الدعة والراحة الى كائنات هى أقرب الى الأنوثة وهذه الكائنات تعيش على سطح الأرض..أما الجنس الأخر الذى لم أنس اسمه الى الأن رغم بعد عهدى بالرواية "المولوك" هو الجنس الأكثر خشونة.. جنس العمال الذين يتحولون مع طول فترة العمل وخشونته الى كائنات هى أقرب للحيوانات المفترسة وهذا الجنس يعيش تحت الأرض وربما يصعد أحدهم ليتغذى على أحد السادة المنعمين المرفهين بالأعلى.. وهى نبؤة لعمرى مدهشة لو قارناها بما يحدث الأن!لا تنس أيضا أن الرواية كتبت فى عهد استعباد العمال بانجلترا فلا غرابة أن يستوحى ماركس وانجلز مبادئهما عن الاشتراكية وحقوق العمال وثورة البروليتاريا من هذا الجو.نعود الى مصر "الأن" ونبدأ بعمل مقارنة بسيطة بين أحوالها وأحداث الرواية...كيف ترى ذاك السيل من الاعلانات عن مدن غربية الطابع لاحظ معى " مدينتى.. الرحاب.. الأشجار.. بيفرلى هيلز.. جولف السليمانية.. مارينا"وغيرها.. كيف هى أسعار الشقق والفيلات بمدن كهذه.. من يستطيع أن يدفع أثمان كهذه فى فيلا ليقضى بها أجازة صيف كل عام..لاحظ معى ذلك السعار الاستهلاكى الشهوانى المخيف.. اننا ببساطة نتحول الى حيوانات لا هم لها الا ارضاء الغريزة ولا نظام ولا تعقل مع الغريزة وشهوات الامتلاك التى تقضى ببطء ثابت على اقتصادنا.. وهو الشئ الذى سيحولنا فى النهاية عمال كادحين لكننا مفترسين نتقاتل على أى شئ مهما تتضاءلت قيمته وأعتقد أن بشائر هذا ملحوظة بشدة الأنلاحظ معى أيضا أن مدن الرواية محاطة بأسوار عالية لتحميها ولاحظ معى تلك المدن المشار اليها بالأعلى.. انها أيضا محفوظة من الجياع الذى يحومون حولها بغيظ يبحثون عن ثغرة..فى رواية الأرض الطيبة للأمريكية الحائزة على نوبل فى الأدب الكاتبة بيرل بيك يقتحم الجياع المدينة الكبيرة الغنية ذات الأسوار الشاهقة بعد أن ضاق بهم الحال وهم يسكنون على الحصر فى الشارع ويتقاتلون على الطعام من المطبخ الكبير بينما يرون كل يوم السيارات تدخل الى المدينة الكبيرة محملة بكل ما لذ وطاب من متع الحياة التى حرموا من أبسطها..فى وصف أحد الأغنياء قالت بيرل بيك كما أتذكر: أنه كان سمينا ذو عينين ضيقتين كالخنزير وكلنا نعرف كسل الخنازير وكلنا أيضا يعرف كيف يبدو كبرائنا الأن بكروشهم الممتدة أمامه أمتارا ولا أحد يعرف من أى شئ نبتت تلك الكروشنفس الاحتكاك المخيف بين الثراء الفاحش والفقر المدقع الذى نرى أثره فى جنوب أفريقيا حيث أعلى معدلات السرقة بالاكراه فى العالم.. والذى نراه الأن فى مصر مثلا منشية ناصر كم تبعد عن المناطق الغنية فى مدينة نصر "عباس العقاد ومكرم عبيد مثلا"كم تبعد عن المناطق الغنية فى مصر الجديدةمثال أقرب: كم تبعد بولاق عن المهندسين.. يفصلهما "كوبرى خشب" فقط هذا الكوبرى يفصل بين عالمين شديدى التباعد اجتماعيا شديدى التقارب جغرافيا مما ينذر بعواقب وخيمة اذا لم يتم احتواء غضب هؤلاء الفقراء.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

>< اليوتوبيا مرة أخرى ..

مش عارفة , بس امم متشائم نوعا ما !