الثلاثاء، ٤ نوفمبر ٢٠٠٨

عبقرية السجود..

من المعروف سلفا أن السجود هو أكثر أوضاع الصلاة اراحة للجسم حيث تكون جميع أطراف الجسم البارزة تقريبا مستندة الى الأرض فلا حاجة بها الى ذاتيتها أو الى قدراتها الذاتية العادية للثبات أو التوازن.. الذى عرفته منذ فترة بسيطة أيضا أن السجود هو أكثر اوضاع الصلاة.. ربما أوضاع الحياة اراحة للنفس أيضا..
كيف؟
(سبحان ربى الأعلى)
هل فكرت فى معناها من قبل؟
تستطيع تبين روعتها حين تفكر فى التضاد العبقرى بين وضعك الذليل وبين ما تقول ومن تذكر.. تستطيع تبين روعتها حين تفكر فى أنك الانسان بكل غروره تضع على الأرض جبهتك أعلى واشرف ما فيك فى ذل لذيذ - ان جاز التعبير - تبدأ فى ذكر الله أعلى وأكبر من فى الكون.. ووجوده تعالى فى السماء السابعة وأنت فى الأرض يعطى الأمر بعدا مكانيا محسوسا ومتعة أخرى فى أنك تتحدث الى من يبعدك تلك المسافة المهولة دون أى ساتر أو مانع.. ذلك التناقض الساحر يحمل فى طياته لا شك متعة كبيرة اذ أن الأمر فى النهاية يتعلق بالحديث مع الله..
والمثال الشهير(محاولاتك الوصول الى شخص ذى سلطة كبيرة) مازال قائما ولكن بشكل يختلف نوعا هنا.. فبينما ستحصل من صاحب المنصب الكبير على متعة دنيوية زائلة فانك ستحصل من الله ومعه تعالى على متعة دنيوية يومية متجددة فضلا عن المتعة الأخروية اللانهائية.. والأمر عادل جدا..كلما ازداد جهدك فى الوصول الى المتعة كلما حصلت على نصيب أكبر منها.. اذا.. فسبحان ربى الأعلى هى الباب الملكى فى السجود للعبور الى الله وهى - رغم عبقرية بساطتها وسحر تناقضاتها - لاتزال برأيي مفتاحا وتمهيدا لمتعة أكبر وهى الحديث مع الله هل جربته؟ بعد سبحان ربى الأعلى(ذكر الله والثناء عليه فى جملة بسيطة عبقرية من ثلاث كلمات فقط) وهذه هى الطريقة المثلى لبدء الحديث مع الملوك.. تبدا فى الحديث معه تعالى..
والحديث معه تعالى لا يعنى بالضرورة أن يكون دعاءً، بل حديث ودى عادى، احكى له عن حياتك العادية التى هو أعلم بكل تفاصيلها تأكيدا لكنك (تتلكك) للحديث معه تعالى..
هل جربت متعة ذلك؟ للأسف لايمكن تجريب هذه المتعة فى صلاة الجماعة نظرا لقصر وقت السجود بينما أنت تصلى وحدك فالوقت ممتد امامك الى ما شاء الله.. واذا كان دعاءا فانى افضله بالعامية.. بلغتى العادية التى أتكلم بها دوما.. وكلامى معه تعالى وهوالأعلم بحالى أحب أن أضمنه أدعية مبتكرة لأنى لا احب القوالب التى يضعنى فيها شيوخ الجوامع مع احترامى لهم فهذه هى علاقتى مع الله ولا لحق لأحد أن يتدخل فيها بدعوى حفظ الاحترام مع الله.. مع تكرار عملية الحديث مع الله تنشا علاقة جميلة معه تعالى لا أعرف كيف اصفها..
ولو كنت فى حل أن أصفه تعالى بصديق عزيز وحاشا أ ن يكون له مثل ليصادقه.. لكن الأمر جميل للغاية.. ويصبح الله تعالى بالنسبة اليك أحدا عزيزا غاليا لا تستطيع الاستغناء عنه أو الابتعاد..
اذًا.. فعبقرية السجود تكمن فى كونه بروفة دنيوية يومية للقاء الأخروى مع الله تعالى ومع محاولات الاستمتاع بالسجود يتحول من مجرد لقاء يوم القيامة الى لقاء الله تعالى فى الجنة باذن الله ويتبقى لك رؤية وجهه الكريم ساعتها لكن نور وجهه يسرى فى دمك دنيويا لأنك تلقاه يوميا واخيرا.. اذا كان الله قد كلم موسى عليه السلام مرة فان الله فضل أمة الاسلام ومن عليها بامكانية الحديث معه تعالى 34 مرة فى اليوم غير النوافل.
____________________
خاطرة قديمة كتبت فى شهر رمضان قبل عامين وفى ظروف خاصة جدًا، أعاني منذ فترة حالة مخففة مما يطلق عليه " قفلة الكاتب - The Writer Block " إن كان يجوز لى إطلاق لقب " كاتب " عليّ، ربما هى لعنة عدم تنفيذ الوعدD
:، ثمة عدة أفكار للكتابة عن قاضي قرطبة نفذت احداها لكن لم تعجبني، وأنا الأن فى طور التنفيذ لأخرى، ولعل الله يمن علينا بالفتح بعد أن ننفذ الوعد الذى قطعناه على أنفسنا للأحبة.

هناك ٦ تعليقات:

حزينه يقول...

لا اله الا الله
بوست حلو اوى


حزينه

عصر الجنون يقول...

ماشاء الله والله

خاطره جيده

أحمد عبد الفتاح يقول...

حزينة:
ألف شكر يافندم

أحمد عبد الفتاح يقول...

أستاذة بنورة:D
شكرًا برده

بيسان يقول...

رائع ..

السجود .. فعلا من اكثر الاوضاع راحه للنفس وقرب من الله ..

احساس جميل جداا

خاصة لو سجده في جوف الليل انت وهو بس تكلمه تشكيله على اللي بيك وتطلب منه اللي انت عايزه ..

بدون وسايط وبدون خجل ..

الحمد لله على نعمة السجود ..

أحمد عبد الفتاح يقول...

سمسمة:
الحمد لله على نعمة السجود فعلاً
:D