ليلة خريفية هادئة كانت...
احدى ليالى سبتمبر94 ان شئنا الدقة.. بيروت هادئة كعادتها الجديدة المكتسبة بعد توقيع اتفاق الطائف..
بيروت لازالت خرابا ينعق فيه البوم.. لكن كل شئ قابل للاصلاح..
مع الغروب يبدأ الضجيج.. الى ساحة الشهداء المدمرة وسط بيروت يتدفقون بفرحة..وسط الساحة تبدو منصة خشبية بسيطة بنيت على عجل.. لكنها بدت للجميع كأجمل مسارح العالم.. ربما لا ينافسها فى الجمال سوى أدراج بعلبك.. التى كانت!
اليوم تعود فيروز من صمتها الطويل..بفستان أبيض يشبه الى حد ما فستناها الذى ارتدته فى أخر عروض بعلبك المسحورة "ملكة بترا"
كملكة تدخل.. بخجل كعادتها.. لكن هذه مجرد بداية..
فيروز التى صمتت طويلا حزنا على أشياء كثيرة.. الحرب الأهلية التى قطعت أوصال وطنها الحبيب لبنان، غاب الى الأبد رفيق الدرب الحبيب العبقرى "عاصى الرحبانى" أو الملك كما أطلقنا عليه نحن عشاقه.. فقدت ابنتها القعيدة "هال".. توفى صديق العمر واجمل صوت رجالى يمكن سماعه "نصرى شمس الدين"، لكن كل شئ يهون من أجل لبنان، وهاهى تعود..
تؤكد الأسطورة أن لبنان لن يعود الا برفقة فيروز.. هذه اشارة مهمة جدا لمن يفهم..
فيروز غابت طيلة سنين المأساة... رفضت أن تخرج من لبنان رغم المنافى الذهبية التى عرضت عليها من ملوك الأردن والمغرب... أصيب منزلها بقذيفة هوجاء لكنها رفضت أن تخرج... لمن تترك لبنان؟!رفضت كأم غاضبة ترى أبنائها يتصارعون أن تؤيد أحدا منهم.. تركتهم ينتهون ثم يطلبون منها العفو،
وهاهم يطلبون منها أن تسامح، وأن تعود..
تمنعت حتى تتأكد من متانة الصلح..5 سنوات تقريبا منذ توقيع الصلح فى سبتمبر89 الى أن تأكدت وتأكد لبنان، هم لن يعودوا الى ذلك مرة أخرى.. ولبنان سيعود معها، لبنان الضيعة والجبل ومزارع اللوز، لبنان سهريات القمر ونواطير الثلج والكروم ومواسم حصاد الكروم والصبايا الجميلات اللاتى يحببن بطهر.. لبنان الجمال.. تحول مجده الى رماد لكن هاهو يعود!
.................
اليوم نحن مهددون بذات الغياب السابق.. لكن هذه المرة سيطول جدا اذا حدث..
لم يعد فى العمر بقية، فيروز بشر رغم كل شئ
- ياللخسارة.. كنا نظنها ملاكا
هذه المرة لن تكون هناك عودة سليمة.. لأنه قد لا تكون فيروز موجودة وانى أهيب بكل المتخاصمين.. أهيب بحصافة السيد حسن نصر الله... أهيب بجينات العقل الجميل التى لابد تسربت الى سعد الحريرى من والده الرائع الشهيد رفيق الحريرى مهندس اتفاق الطائف.. أهيب بكل من له عقل هناك... فى بيروت وطرابلس وبنت جبيل وشمسطار و بعبدا وعين الجوزة وصور وصيدا وجزين وجونية وزحلة ودير القمر وبعلبك المسحورة.. لا نريد غيابا أخر لا عودة منه.
نريد لبنان بعد أن ضاع 20 عاما تقريبا..
فهل تنقذونا معكم؟!
هناك ٤ تعليقات:
بسم الله ..... عزيزى احمد ... هذه هى المرة الاولى التى ازور فيها مدونتك ...
دخلت الى مدونتك بعدان تركت تعليقك ... الذى اثار بداخلى رغبة ف تفصيل المعنى الذى كنت اصبو اليه من هذا الراى المقتضب ........
اما عن رايى فى كتابتك .... فعمل جيد ومجهود ملحوظ ... لفت نظرى رواية اريك شميث قراتها منذ مده طو يله وهى روايه تستحق القراءه اكثر من مرة ... وتستحق الوقوف عندها......
اخيرا....
تمنياتى بدوام التوفيق والتحام اقوى واكثر فاعليه بين المثقفين والشارع العربى والمصرى ........
وهذه ى حقية المجاهد او المقاتل هو متقف يعمل ف الميدان ويصنع شيئا روحيا وعقليا وماديا ملحوظا ... ليكن ف النهايه البطل الحقيقى القادر على تحقيق النصر اينما كان مكانه....
ردى ف مدونتى كان ردا مطولا ... و لم تكن انت المقصود به بل كان تعليقا عاما واستكمالا وافيا لوجهة نظرى .........
تمنياتى مرة اخرى بالتوفيق وتمنياتى بعام جديد سعيد
أسأل الله جل و علا أن يوحد هذه البلد الحبيبة
لبنان
و أن تعود فيروز لتغنى مرة أخرى
و يكون غناؤها احتفالا باتفاق الفرقاء
و أن يأذن لهذه الامة أن تصبح كائنا واحدا
و أن تهزم عدوها الذى تسبب فى تفرقها و شتاتها
إنه ولى ذلك و القادر عليه
و ستعود لبنان بإذن الله
على قلب رجل واحد
شكرا أخونا أحمد عبد الفتاح على هذه العاطفة
د.حمـــــــاس
الصديق السيد شبل
سعيد بزيارتك وأرجو أن تتكرر
ما قصدته فى تعليقى على تدوينة العلاقة بين المجاهدين المثقفين هى أن المثقفين هم من يحددون للنيران أهدافها..
والمثقف ليس هو لصورة النمطية التى نتخيله بها دوما (أصلع / يدخن بشراهة / يسب فى كل شئ بدعوى الحرية)
المثقف قد يكون هو نفسه قائد المجموعة المجاهدة.. عقلها المدبر.. وهكذا فالثقافة ليست حكرا على الصلع المدخنين بشراهة الذين يسبون كل شئ بدعوى الحرية
الصديقة د. حماس
أشكرك على الزيارة
دعواتى معك أن يعود لبنان وتعود فيروز
ان شاء الله
إرسال تعليق